الاعداد: محمد أحمد حسن السعدي الأمجدي
الباحث عن الإسلامي في جامعة البركات على جره لشمال الهند بالهند
المعلوم لدى الجميع أن في الهند مدارس شتى يروي جم غفير بها أنفسهم من العوام والخواص لأهل السنةوالجماعة وهذا هو من عظيم للمدارس في الهند أنه يبقى هنا رمق للإسلام وتظهر يقظة دينية وصحوة علمية في كل ناحية من أنحاء الهند ولا يختلف الرأيان في أنه لو لم تكن المدارس والمعاهد الدينية العلمية بهذا المقدار لكانت أرض الهند قاحلة جرداء عن نهضة دينية ووثبة إسلامية كما توجد الآن .
وإن من أبرز المدارس وأعظمها في الهند كلها الجامعة الأشرفية مصباح العلوم التي تقع في مبارك فور من مقاطعة أعظم جره للولاية الشمالية بالهند.
ولا يرقى أدنى شك إلى أن هذه الجامعة العظيمة لها مكان مرموق ومرموس من بين سائر الجامعات في الهند وهذا حصن حصين للاجئ العلم والأدب ليس فيه مانع لأحد
وهذا قصر شامخ للعلوم النبوية لا يعدله أي قصر في الهند .
وهذا بحر زخار يستغل بأمواجه كل من الخواص والعوام .
وهذا دوحة علمية يستظل بظلالها سائر الباحثين عن العلم والأدب.
والشخصية التي أبلت بلاء حسنا ولعب دورا رئيسيا في نهضة هذه الجامعة وتقدمها هو عبقري النابغة وداعي كبير العلامة الفهامة سماحة الشيخ عبد العزيز المحدث المرادابادي المعروف بحافظ الملة والدين رحمه الله تعالى في العالم كله .
ولادته ونشأته.
واضحا بأن هذا الشيخ الكبير فتح عينيه في أسرة دينية وعلمية في ١٣٢٣ھ المصادف ١٨٩٤ من الميلاد في علاقة مغمورة تقال لها بوجبور من مديرية مراداباد وتلقى المرحلة الإبتدائية في مدرسة من قريته وبعد ذلك شد الرحال إلى الجامعة النعيمية من مراداباد وأخذ هناك علوما موفورة ثم مسته حماسة لمزيد من العلم وعمد مع زملائه إلى صدر الشريعة بدر الطريقة وجلس في حضوره بكل أدب وإحترام ونهل من منهله كاملا واكتسب غيضا من فيضه على وجه الأتم حتى غرق إلى أذنيه و أتقن في العلوم شتى وبرع في الفنون المتنوعة وصارت له يد بيضاء في سائر المواد في قليل من الأوقات .
وبنهمه العلمي الكامل وبجهده البالغ أصبح محببا ومكرما في عيون الأساتذة لا سيما في عين حضور صدر الشريعة رحمه الله تعالى حتى دعاه شيخه إلى بلدة بريلي الشريفة. وأمره بالذهاب إلى مبارك فور لوقاية الناس من المبتدعين والوهابين ولقمع قصورهم التي بنيت على وقاحة الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم وغير ذالك من عقائدهم الباطلة والرذيلة .
مئوتمرا بحكم الأستاذ جاء الشيخ حضور حافظ الملة إلى مباركفور وهب بالعمل لتنمية هذه الجامعة التي كانت وقتذاك بشكل مكتب صغير ووقف نفسه ونفيسه لهذه الجامعة و بذل قصارى جهوده فيه حتى غير في وقت قليل ذلك المكتب الصغير بدارالعلوم ولم يكتف بذلك بل قام بمجهودات تفوق الوصف يجب أن تسجل بماء الذهب على جبين التاريخ .
ومما لا داعي للقول أن الجامعة الأشرفية التي نراها عظيمة كبيرة بهذا المقدار هي ثمرة ظاهرة باهرة لحضور حافظ الملة رحمه الله وليست هي إلا بزراعة زرعها رحمه الله بدم كبده الخالص والآن قد مضى على وفاته رحمه الله حوالئ خمس وأربعين سنة لكن الجامعة مكبة على طريق النهضة والتقدم يومافيوما كما كانت في حياته الظاهرة رحمه الله تعالى.
وجدير بالذكر في هذا المقام أن الجامعة الأشرفية مصباح العلوم تضم على أكثر من أربعين فدانا في الوقت الراهن وتحتوي على عشرين معهدا يستظل بظلالها أكثر من ستة ألاف من طلاب العلوم النبوية وفيها الأساتذة المهرة والبرعة من ربوع الهند و الجامعة في تقدم مستمر ولاتزال تجري أعمالها الدراسية والشئون البنائية بكل قدم وساق .
وخريجوا هذه الجامعة يقومون بخدمات محمودة ومحسودة ما تغبط عليه الدنيا في داخل الهند وخارجها .
أخيرا.
موضوع نبذة عن الجامعة…….. طويل للغاية.
لو رحت أن أبين أمامكم كل الزاوية لهذه الجامعة لطال الكلام وضاق المقام لذا أريد أن أختم مقالتي المتواضعة على هذا.
أدعو الله تعالى أن يوفقنا أن نستفيض من بحر علم حافظ الملة رحمه الله ونستنير من فيضه رحمه الله ويبارك في هذه الجامعة بركة تامة في سائر المجالات ويجعلها مرجعا للمسلمين لأهل السنة والجماعة أكثر مما عليه الآن۔